المجتمعات العربية تختلف كل الاختلاف عن المجتمعات الغربية،
بحيث أن النظرة للرجل و المرأة العربيين ، مختلفة كل الاختلاف عن الرجل و
المرأة الغربيين، و ذلك هو السائد منذ القديم، بحيث أننا ألفنا أن المرأة
أضعف من الرجل و أنها من الواجب عليها أن تكون مطيعة لزوجها تحبه تحترمه و
تصونه، فيما أن الرجل يبقى رجلا ، من حقه فعل كل ما يحلو له و متى أراد دون
رقابة على تصرفاته أو من دون أن يحاسب، لما؟ لكونه رجل.
ففي القديم كان الرجل في المجتمعات العربية و الشرقية هو المسيطر هو القائد و هو الحاكم، يمكنه الزواج متى أراد و بمن أراد، فالرجل لا يعاب، أما المرأة فمن الواجب أن تكون جميلة وابنة حسب و نسب و شريفة حتى تستحق عريسها، تتزوج فتكون كل مهامها هي التنظيف تلبية كل رغبات الرجل إنجاب الأولاد، كما لو كانت جارية في ذلك البيت.
أما إن سئم الرجل من امرأته و أراد التغيير فيمكنه الزواج متى أراد دون أن يقف أحد في طريقه بل حتى لا يأخذ رأي زوجته، و هكذا.
و مع مرور السنوات، لا زال الرجل في مجتمعاتنا يحمل تلك الفكرة الساذجة أنه الرجل الحاكم و القوي، وأن رجولته تشفع لتصرفاته الصبيانية و كل أفعاله صائبة و لا تحتاج للمراجعة،
تجد رجلا يؤنب أخته لما تأخرت في الوصول ؟ بينما كانت تتصارع مع زحمة المواصلات لتصل في الوقت المحدد للمنزل، فهي لا يسمح لها بالخروج إلا للذهاب للدراسة أو العمل أو لقضاء أغراض مستعجلة ،لا يمكنها الخروج لتفسح أو السفر من دون أهلها، بينما هو يحق له السهر و المبيت خارج المنزل و أيضا ارتداء ما يريد فهو الرجل بالطبع و هو قادر على فعل ما يريد دون أن يحاسب، يحق له فعل ما يشاء.
فهذا هو تفكير الرجل الشرقي الذي لم يئن له الوقت بعد بأن يتغير، الذي يلصق كل شيء في رجولته كأن الرجولة هي أن تجرح المرأة و أن تخونها وأن تفعل ما يحلو لك دون رادع، و ما لا يعرفه الرجال أن النساء لا يرون الرجولة بهذا المنظور، فالرجل هو من يحب و يخاف على حبيبته، يضحي من اجله و يفعل المستحيل لإرضائها، يقدم كل ما لديه من اجل لحظة سعادة، الرجل الحقيق هو الذي يستغني عن الأفعال الصبيانية ليكون رجلا حقيقيا في أعين المرأة..